أحبتي الكرام سنحاول التعرف عن مصدر الحدس والالهام عند أشهر المفكرين والأدباء والمخترعين ...
كم من المفكرين وألادباء " على طول الطريق الحضاري " احتجبوا عن الناس وأنفردوا بأنفسهم قبل أن يخرجوا الى العالم ويدهشوه بانتاجهم الفكري المبدع الخالد ، مث هومر وهيراقليطوس وأفلاطون وأبو العلاء المعري وجلال الدين الرومي وابن سينا وابن رشد والشهراوردي وكونفوشيوس ومنشيوس وغيرهم من المفكرين القدماء .التأمل معروف ، وممارس منذُ عهد البوذيين القدامى الى متصوفي العصر الحديث وفي عهد النهضة العلمية الأوربية الأوربية تأمل الفلاسفة " أصحاب الفكر المجرد " في الظواهر غير الملموسه كالعقل والمعرفه والنبوغ والالهام والارادة وغيرها .وذهب " نيتشه " الفيلسوف بالتأمل شوطا ً بعيدا ً ، فبعد أن أحتجب عن الناس لفترة من الزمن ، خرج الى العالم بأنشودته العذبة والمعروفة بين المثقفين ثقافة عالية ب" هذا ما قاله لي زردشت " .
وما فعله " نيتشه " في الحقيقة هو أنه تجول بفكره في العالم ( اللاملوس ) وهناك قابل من أسماه زردشت " نبي فارسي " ، وما قابل في الحقيقة سوى نفسه وأفكاره التي تتغلغل في عقله ، ثم أبدع ما أبدعه على لسان " زردشت " .هذه القوة الخفيه أسماها الفيلسوف أرثر شوبنهار ب " الارادة " ، ثم أستبدل " فون هارتمان " كلمة الارادة ب " العقل الباطن " ، وأسماها الفيلسوف "وليم جيمز " ب " النفس المختبئة " ، ووصفها بأنها مصدر الابداع والالهام الذي تواصل معه جميع العظماء الذين عملوا في مجال الابداع ، وأسماها عالم النفس " فريدريك مايرز " ب ( النفس الخفية ) ، وأسماها عالم النفس " كارل جونغ " ب ( العقل الجماعي ) أو ( الوعي الخارق ) .
لقد عنى " هولم هولتز " عام 1878 م بظاهرة فحواها أننا أحيانا ً نتوقف عن التفكير في مشكلة معينة عندما يصعب علينا حلها ، ثم يأتينا الحل فيما بعد فجأة دون أن نكون قد أعدنا التفكير فيها مرة أخرى . فاستدل من ذلك على وجود ادراك وتفكير خفيين .هذه الظاهرة شائعة عند الناس وخصوصا ً المفكرين ، ذكر عالم الرياضيات والفيزيائي الفرنسي " هنري بوانسير " في مقالة نشرت في أحدى المجلات العلمية عام 1948 ،
الى انه توصل الى نظرية معقدة مؤلفة من سلسلة طويلة من المعادلات والمسائل الرياضية الهندسية ، فتوصل الى أثباتها على أربعة مراحل ، واعترف انه استلهمها من اللاوعي دون تدخل من عقله الواعي ، فبدأ يكتب الحل المناسب بشكل أوتوماتيكي دون تردد وكأنه يعرف الجواب في لحظة تأمل بعيدا ً عن عمله المعتاد بالمعادلات والأرقام ، ومرحلة أخرى توصل أليها عندما كان يصعد الى الباص وأخرى عندما كان يسير على شاطىء البحر خلال عطلته الأسبوعيه بعيدا ً عن جو الدراسة ، والجزء الأخير والمكمل للنظرية اثناء الخدمة العسكرية .مر بهذه التجربة الغامضة الكثير من الأكاديميين والموسيقين والفنانين ، والغريب بالامر أن معظمهم كانوا يستلهمون الحلول المناسبة أثناء نومهم .الموسيقار " غوسيبي تارتيني "عازف الكمان الايطالي المشهور من كبار الملحنين في القرن الثامن عشر استلهم معزوفته المشهوره " معزوفة الشيطان " من خلال حلمه الذي قابل فيه الشيطان وتحداه في ابراز مواهبه الموسيقيه .الشاعر الانكليزي " سامويل تايلور كولردج " اعترف بأنه استلهم قصيدته المشهورة " كابولاي خان " اثناء نومه دون تدخل من عقله الواعي .
الفيزيائي الألماني " اوتو لواي " ، الحاصل على جائزة نوبل في تجربته على أعصاب الضفادع ، أنسب تلك التجربة الى حلم راوده اثناء نومه .بيتهوفنوهكذا نجد الكثير من المبدعين يأتيهم الالهام بسهولة دون سابق تحضير كالموسيقي " باخ " و" بيتهوفن " و "برامس " و " موزارت " ، فيبدو أن هؤلاء العظماء كانوا على تواصل مع العقل الآخر ، فقاموا بتأليف أروع الموسيقى التي سمعت على الإطلاق .وما أريد الاشاره اليه بهذا الموضوع ان هذه الظواهر وغيرها الكثير ، سوف تبقى غامضة بالنسبة للمنهج العلمي السائد ،
حتى يأتي الوقت وتظهر الابحاث شيء جديد ويساعدنا على أكتشاف المزيد عن خفايا عقل الانسان وطريقة عمله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق